حكاية الجندى المجهول The Anzac Memorial
اعداد: وليد منتصر
أكتوبر 2012
صورة توضح بدقة مكان التمثال فى منتصف حديقة كازينو بالاس مطلا على شارع السلطان حسين (فلسطين حاليا).
صورة عن قرب للتمثال وقاعدته الجرانيتية.
تمثال الجندى المجهول كما أطلق عليه أهل بورسعيد هذا الاسم كان يقف فى منتصف حديقة كازينو بالاس مطلا على شارع السلطان حسين ( فلسطين حاليا ) وهذا التمثال وضع كنصب تذكارى لقتلى الجنود النيوزلانديين والأستراليين الذين قتلوا فى المنطقة فى الحرب العالمية الأولى بين عامى 1916 و 1918. والتمثال على قاعدة جيرانيتية ومصنوع من البرونز لجنديان من سلاح الفرسان أحدهما نيوزيلاندى والآخر أسترالى وحيث أن حصان النيوزيلاندى قد أصيب يقوم الفارس الأسترالى بالأخذ بيد النيوزيلاندى . واسمه الغربى the ANZAC MEMORIAL.
صورة مأخوذة من سفينة فى قناة السويس توضح مكان التمثال المطل علي المجري الملاحي.
صورة للتمثال من سفينة عام 1935.
و تم طرح فكرة هذا التمثال فى البداية من المحاربون الناجون من الحرب العالمية الأولى ثم قام الفرسان الأستراليين والمشاة النيوزلانديين والهجانة وممرضات الحرب بجمع مبلغ 5400 جنيه استرلينى وقامت حكومة الكومونويلث بدفع 11600 جنيه استرلينى وقامت الحكومة النيوزيلاندية بدفع مبلغ آخر لسداد تكاليف هذا التمثال، ثم قامت حكومة الكومونويلث بعمل مسابقة وجائزة مالية كبيرة لأفضل تصميم للتمثال الذى فاز بها عام 1923 المثال الأسترالى ويب جيلبرت . وقامت القوات المسلحة النيوزلاندية بارسال مجموعة صور للخيالة والفرسان والفرسة " بيس " وأعدت الصور لتكون نموذجا يستعين به المثال فى عمله .
دعوة حفلة أخرى بسينما الالدورادو أيضا مخصصة لدعم تمثال الجندى المجهول.
صورة لبوستر حفلة موسيقية لفريق كوكابوراس الأسترالى، والحفل أقيم بسينما الالدورادو ببورسعيد عام 1918 وخصص دخل الحفل لدعم تمثال الجندى المجهول.
وبدا جيلبرت فى عمله ولكن وافته المنية وقيل أن المهمة كانت أكبر من امكانيته وقدرته الصحية وهذا ما حطم قلبه . ثم أسندت المهمة للانجليزى بول مونتفورد الذى عمل بجد وانتظام ولكن يبدو أن جهوده لم تثمر فاسندت المهمة الى مثال آخر أسترالى : سير بيرترام ماكيننال الذى استطاع بمعاونة مساعديه الانجليز أن ينتهى من عمل التمثال ولكنه توفى قبل أن يرى لحظة ازاحة الستار عنه . وفى 23 نوفمبر عام 1932 أزيح الستار عن التمثال بواسطة رئيس وزراء أستراليا وقت الحرب دابليو هاجز ، وتم بث الكلمة الافتتاحية فى اذاعة أستراليا عبر الهاتف بثا حيا على مسافة 24000 كيلو متر بين مصر وأستراليا ويعتبر اول بث حى بين البلدين .
تم ازاحة الستار عن التمثال عام 1932 وتم تدميره عام 1956.
فى ليلة 26 ديسمبر 1956 أثناء العدوان الثلاثى على مصر قام مجموعة من الشباب بالهجوم على التمثال بالمطارق والحجارة لتحطيمه ونشرت جريدة الأخبار ان التمثال سيتم تفجيره وتجمعت الشرطة حوله لمنع استخدام المتفجرت لكنها لم تمنع الشباب من تحطيم التمثال الذى تهشم تماما واختفى أيضا جسد الفارس الأسترالى .
الجماهير فى بورسعيد تعتلى حطام التمثال بعد تحطيمه أبان معركة 56.
وبعد أن حل الهدوء والسلام على المنطقة وافقت مصر على طلب الحكومتين النيوزيلاندية والأسترالية باستعادة التمثال وقاعدته الجرانيتية وتم شحنهم بحرا الى أستراليا . وبعد أن تحطم التمثال تماما وكان من الصعب ترميمه قررت الحكومتان الأسترالية والنيوزيلاندية عمل نسخة منه ووضعه فى أستراليا وبالفعل تم الانتهاء منها عام 1964 وتم وضعه فى ألبانى غرب أستراليا فى نفس المكان الذى تجمعت فيه قافلة الفرسان قبل الرحيل للحرب ، وذلك بعد مرور حوالى 50 عام من انتهاء الحرب العالمية الأولى حيث كان معظم الجنود الناجون منها قد توفوا بالفعل ، واحتشدت الآلاف من الجماهير ، وبحضور رئيس الوزراء سير روبرت مينزيس و حوالى 160 من قدامى المحاربين ومجموعة من المحاربين النيوزيلانديين كضيوف الشرف تم ازاحة الستار عن التمثال فى 11 أكتوبر 1964 فى ألبانى .
نسخة التمثال المقلدة والتى تم ازاحة الستار عنها فى ألبانى بغرب أستراليا عام 1964 فى نفس المكان الذى تجمعت فيه قافلة الفرسان قبل 50 عاما للرحيل للحرب.
وفى شجار سياسى حاد بين اثنين من السياسيين الأستراليين نشأ جدال حول المكان الذى يجب وضع التمثال فيه ، ولانهاء المشكلة التى لم تجد حلا لها تم عمل نسخة أخرى منه ووضعها فى كانبيرا فى شمال العاصمة سيدنى عام 1968 . وفى عام 1985 تم إقراض رأس أحد الخيول المتبقية من التمثال الأصلى ببورسعيد الى متحف ألبانى القومى .
نسخة التمثال المقلدة الثانية والتى وضعت فى كانبيرا شمال العاصمة الأسترالية سيدنى عام 1968.
مقارنة بين التمثال الأصلى ببورسعيد والنسخة الأخيرة بكانبيرا حيث وجدت بعض الاختلافات فى زواية ميل الفرسان والعلاقة اللحظية بينهما مما أثار جدلا حول تفسير قصة التمثالين الأصلية وما ترمز اليه.
أما الفرسة النيوزيلاندى " بيس " والذى تم صنع التمثال من صورتها ، هى الفرسة الوحيدة التى غادرت نيوزيلاندا للحرب وعادت ، وبعد أن ماتت " بيس " تم عمل نصب تذكارى صغير عند قبرها فهى فرسة لها تاريخ.
الفرسة " بيس " وهى الفرسة الوحيدة التى غادرت نيوزيلاندا للحرب وعادت . والصورة لها أثناء الحرب فى الأردن 1918.
قبر الفرسة " بيس " وقد تم نباء نصب تذكارى صغير مكتوب عليه : على بعد بضعة كيلومترات من مدينة بولز فى نيوزيلاندا عاشت بيس ل 24 عاما قد دفنت حيث استلقت ، وتم وضع هذا النصب التذكارى ليذكرنا بأمجاد الانسان والفرس فى الحرب.
الفرسة " بيس " يمتطيها الفارس ماكنزى يأخذون الصور وقد تم اعتمادهم كنموذج لعمل التمثال . وماكنزى عاد من الحرب معمى العينين أما بيس فى الفرسة النيوزيلاندية الوحيدة التى عادت من الحرب.