اصدر المطربالأمريكي بوب ديلان ألبومه “تريبليكيت” في ٣١مارس ٢٠١٧، الذي يقدم فيه أغاني من ثلاثينيات وأربعينيات والخمسينيات. هذا الألبوم هو الثالث خلال الثلاث سنوات السابقه الذي يعيد فيه تقديم أغان كلاسيكية. في مقابلة مع الناقد الموسيقي بيل فلاناجان يقول:
"هذهالأغانيمنأكثرالأغانيالمؤثرةعليالإطلاقلذاأردتأنأؤديهاكماينبغي.والآنبعدأنعشتهاوعايشتهاأفهمهاجيدا."
These songs are some of the most heartbreaking stuff ever put on record and I wanted to do them justice. Now that I have lived them and lived through them I understand them better. They take you out of that mainstream grind where you’re trapped between differences which might seem different but are essentially the same.
لمأنشر الطبعةالجديدةمنالكتابتدفعني رغبة الحنين إلي الماضي ..... أنما لو جاز لي الاقتباس من كلمات بوب ديلان "أردت أن أؤديها كما ينبغي" ..... كان عندي حلم وتحقق إلا "حتة"، أنا الآن راضية تماما عنه ....
وبدأت في كتابة حلمي الجديد.
مقدمة الطبعة الثانية
نقاش علي ساحة حوار Archnet كان هو شرارة البداية لرحلة طويلة من البحث والتنقيب عن عمارة نتاج المعماريين المصريين الرواد في النصف الأول من القرن العشرين. حكاية الكتاب بدأت بحلم في ٢٠٠١ ، حلم أن يتعرف شباب المعماريين خاصة والمصريين عامة علي من أرسو اللبنات الأولي لعمارة مصرية تستكمل حلقات التاريخ المصري ويتم تدريس عمارتهم في الجامعات المصرية. لا اتحدث عن نوستالجيا الحنين والافتقاد بل عن رؤية الصورة مكتملة بهدف خلق حركة تأريخ ونقد تمزج ملكة التفكير والمقارنة والحكم مع الإحاطة بالسياق الزماني والمكاني. كتبت أول حرف في رسالة الماجستير بعنوان “إطلالة على المعماريين المصريين الرواد خلال الفترة الليبرالية بين ثورتي ١٩١٩ و ١٩٥٢م” في أكتوبر ٢٠٠٢ ووضعت نقطة النهاية في يونيو ٢٠٠٥ . وعندما بدأت رحلة البحث عن مراجع لم أجد رسالة تتناول المعماريين الرواد سوي رسالة ماجستير دكتور سمير حسنى (١٩٨٥) بعنوان “تطور العمارة المصرية في العصر الحديث بين المؤثرات” بكلية الهندسة جامعة عين شمس. الآن الحمد لله العديد من الكتب والرسائل قللت من حجم الثغرة ولمن أراد الإطلاع عليها يمكن الرجوع إلي الملاحق. ورغم كل ذلك لازالت هذه الحقبة التاريخية تفتقد الكتابات الكافية. تم ترشيح الرسالة لجائزة أفضل رسالة ماجستيرفي كلية الهندسة جامعة القاهرة لعام ٢٠٠٥.
بدأ يراودني الحلم في تحويل رسالة الماجستير إلي كتاب ، طرقت كل الأبواب في رحلة البحث عن ناشر يقتنع بفكرة الرسالة وأهمية تحويلها لكتاب ومررت بتجارب عديدة، وقارب الحلم في كل منها أن يتحقق لكنها كانت تنتهي بأن أبدأ من جديد! في أبريل ٢٠١٠ تم توقيع العقد مع مكتبة مدبولي لتحويل الرسالة الي كتاب بعنوان “المعماريين المصريين الرواد خلال الفترة الليبرالية بين ثورتي ١٩١٩ و١٩٥٢م” وتم نشره ضمن سلسلة صفحات من تاريخ مصر في ٤٤٨ صفحة. وحتي هذا التاريخ ورغم توقيع العقد مع مكتبة مدبولي لم اتخيل أن الكتاب سيري النور. لكن في أكتوبر ٢٠١١ تلقيت تلك الكلمات الثلاثة: “الكتاب هيدخل المطبعة” نعم ... الاحلام تتحقق إذا لم ننساها وتمسكنا بها ولم نفقد الأمل!
احترت هل أقوم بعمل طبعة جديدة من الكتاب أم لا خصوصا مع انتشار المواقع الرقمية التي نشرت أجزاء من الكتاب ومع استمرار مدبولي في الطباعة عامين بعد انتهاء العقد. بعد تفكير طويل واستشارة المقربين جاءت هذه الطبعة كآخر خطوة لرؤية الكتاب بشكل مناسب. وهنا يجب الإشارة إلي انه قد تغيرت رؤيتي لأجزاء كتبتها في الكتاب منذ سنوات، ربما نتيجة الخبرة أو ربما لان هدفي في ذلك الوقت لم يكن نقد نتاج الرواد بل إزالة الغبار عنه لتعلم الأجيال تاريخ رواد عمارة القرن العشرين وعمارة الحداثة، ولكنني رغم هذا لم أقم بحذف أي جزء أو اعادة كتابة المحتوي النصي.
تمت التعديلات علي ثلاثة مستويات: المحتوي والإخراج والطباعة. البداية مع التعديلات علي مستوي المحتوي حيث تم تنقيح النص بالحذف والإضافة وقد تم تغيير العنوان ليتطابق مع عنوان رسالة الماجستير، كذا تصحيح بعض النصوص وإضافة الهوامش التوضيحية وتصحيح بعض الأخطاء اللغوية. إما بالنسبة للإخراج وتنسيق الكتاب ككل؛ تم تنقيح الأشكال وتعديل الرسومات الهندسية المرسومة يدوياً بأخري مرسومة ببرنامج الأوتوكاد أو sketch up.
كما تم إضافة صور شخصية للمعمارين انطوان سليم نحاس و علي لبيب جبر واستبدال بعض الصور بأخري ذات جودة عالية أو صور أحدث لنفس المبني بالإضافة إلي تكبير حجم الصور واستخدام صور ملونة حيث أن الطبعة الأولي كانت الصور فيها بالأبيض والأسود. في حالات محدودة تم ذكر الحالة الحالية للمبني خصوصا في حالة الهدم. كذلك تم تعديل حجم الكتاب وتغيير الغلاف واعادة إخراج كل الجداول لتتوائم مع قيمة المحتوي المقدم. وأخيرا الطباعة باستخدام نوعية ورق أفضل وجودة طباعة أعلي.
بالرغم من انني في هذه الطبعة قد اجتهدت في أن تخرج علي أكمل وجه أرضي عنه، إلا أن الكمال لله وحده... هناك العديد من النقاط التي تحتاج لاستكمال مثل دراسة مستفيضة عن كل اسم من أسماء المعماريين التي ذكرتها في بداية الباب الثالث بشكل سريع، كذا دراسة المرحلة الثانية من أعمال أنطوان سليم نحاس في لبنان وتحليلها. في النهاية، الخريطة المرفقة في آخر الكتاب ما هي إلا دعوة مفتوحة لاستكشاف كنوز عمارة الحداثة في منطقة وسط البلد.
مشاركتكم تُثري المحتوي سواء كانت بتعليق أو مادة مصورة أو مرسومة أو تصحيح علي الصفحة الرسمية للكتاب:
الشكر واجب هنا للمهندس فؤاد محمود فؤاد الذي وافق مشكورا علي إضافة الرسومات الهندسية التي استخدمها في رسالة الماجستير الخاصة به بعنوان “جذور حركة التغريب وتأثيرها علي العمارة المصرية ـ دراسة حالة المعمار المصري بين ثورتي ١٩١٩ ـ ١٩٥٢”. كذا الشكر ممتد للدكتور ميشيل حنا لاكتشافه مبني البيطار من أعمال أنطوان نحاس والموافقة علي الاستعانة بالصور الفوتوغرافية التي إلتقطها للمبني. كذلك الشكر ممتد للعديد من الأصدقاء الذين ساعدت ملاحظاتهم في عملية تنقيح هذه الطبعة خاصة المهندسة عالية سامح عكاشة والمهندس أحمد محمد الدسوقي. وأخيرا شكر خاص إلي المهندسة هدوي يوسف علي مجهوداتها في إخراج هذه الطبعة، ممتنه لدقتها في التعامل مع المحتوى وابداعها في عملية الإخراج الفني.
أهدي الطبعة الجديدة إلي عائلتي الجميلة أبي وأمي وأخوتي سامية وسارة... وأحدث عضوين بالعائلة زياد ويونس.
اللهم لك الحمد.