Quantcast
Channel: منسيـــــــــــات
Viewing all articles
Browse latest Browse all 264

فرش وغطا

$
0
0



فيلم لا تعرف أسماء أبطاله ...  يحكي عن"رسالة"على هاتف محمول يحملها ذلك "الفتي"ـ  بطل الفيلم ـ ويدور بها بين مساجد القاهرة وكنائسها، بين ثوارها وبسطائها، بين حواريها ومقابرها ... لكنك لن تسمع صوت ذلك "الفتي"إلا في آخر الفيلم  في جملة لن تزيد عن بضع كلمات.

الفيلم ليس فيلماً صامتاً بل ملئ بالأصوات ...  إنشاد مدّاح الرسول والابتهالات الدينية والصلوات الكنسية وأغاني فلكلورية، صوت سيارة الإسعاف وصوت ضرب نار، أصوات تحكي واقع أليم : صوت من يكتسب رزقه من مراجيح المولد والأراجوز، صوت شكوي أحد سُاكن المقابر، أنين شخص يعمل في جمع وفرز القمامة.

حوار الفيلم حوار عميق غير مكتوب ولم يخرج في شكل كلمات .. بل في شكل مشاهد صامته متحركة .. تتدهشك زواياها، والنقلات السلسة بين مشاهدها .. وخصوصا ذلك المشهد للـ "فتي"يتأمل القاهرة من تحت إعلان زانوسي ، ذلك الإعلان "الأصفر"المتناقض في حجمه ولونه مع شكل المقابر أسفل منه.

"الفتي"يتأمل الأحداث في صمت أثناء تحركه بين عدد من أحياء القاهرة التي تعاني من التهميش .. السيدة، حي الخليفة، قبة شجرة الدر، مقابر المجاوريين والغفير ومقابر الإمام الليثي و بحيرة عين الصيرة  وحي الزبالين بمنشية ناصر وصولا لجاردن سيتي.

لينتهي الفيلم فجأة ... كما بدأ فجأة،

فتجد نفسك حائرا تتسائل ... أي من مشاهد الفيلم كانت تعبر عن الواقع وأي منها  كانت تمثيل لسياق درامي؟! 
تعيد قراءة التفاصيل مع نفسك ... ربما إختفاء الحوار في شكل كلام ساعد علي إبراز أداء الشخصيات والتركيز في تفاصيل كل مشهد.

خرجت أدندن بكلمات موال صعيدي ظهر في مشهد في أول الفيلم ، الموال اسمه "فرش وغطا"لأحمد برين والشيخ العجوز:

علامة السبع يستحمل قسي الأيام 

يمشي مع الوقت ولا يشكي من الأيام
ويجابل (يقابل) الضيف بالوجه البشوش أيام
ويكرم الضيف شتا مع صيف ميملش
لو أتته كلمة ومن غير بال ميملش
يكلها بالملح والفرفات ميملش
السبع ميملش ولو حكمت عليه الأيام





Viewing all articles
Browse latest Browse all 264

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>