مشيات القاهرة
#CairoWalks
جولات تبحث عن حكايات المكان
أصبحت مدينة القاهرة مدينة غير قابلة للمشى، طغى الطابع الصاخب و المزعج على مدينتنا.لم تعد الفرصة متاحة لسكان المدينة وزوارها للتمشية والإستكشاف، بالإضافة إلي أن قلة المعلومات المتاحة جعلت تواجدنا يقتصر علي ١٠٪ من المدينة فى حين أن هناك الكثير من الأحياء التي مازالت تمتاز بتجارب معمارية وعمرانية وحكايات تستحق البحث عنها.
كل حى بالقاهرة له حكاية وهدف "تمشيات القاهرة"هو البحث عن تلك الحكاية وليس قراءة تاريخ المكان بالشكل المتعارف عليه سياحيا. حكايات المكان كما صاغها كل من مروا عليه؛ حكايات السُكان علي إختلاف أفكارهم وطوائفهم ومعتقداتهم وأصولهم، وأحيانا المكان كما رسمه خيال الأدباء ومن خلال عدسة السينما .
نبحث عن كل ما لم يحكى من قبل عن أحياء القاهرة.نبحث عن أحياء قديمة وثرية بالعمران والمبانى المميزة، أحياء لم يعطها التاريخ حقها نسعي لاستكشاف حكاياتها التي لم تحكي. وحتي لو ذهبنا إلي الأحياء المشهورة سنبحث عن قراءة موازية للتاريخ وحكايات مختلفة للمكان.
لن نتحدث كتيرا عن تخطيط العمران ولكن سنسمع أكتر عن تأثير ذلك العمران علي ذاكرة الإنسان.نحاول أن نقدم رواية موازية تختلف عن المخططين والعمرانيين والمعماريين والمؤرخين، الراوي فيها هو الإنسان وخبرته عن المكان.
قد تختفي المباني لكنها لن تمحي ما دامت عالقة في ذاكرة من يرويها ..... من خلال تذكرة سينما أو صورة فوتوغرافية يطل منها مبني ليؤكد أنه سيظل للأبد.
وحتي لا تنتهي التجربة دون توثيق .. كل مرة سيصاحب التمشية مطبوعة ... أحيانا كتاب ودائما خريطة: خريطة تبدأ بكونها دليل يوضح مسار التمشية لأول رحلاتك الاستكشافية تساعدك لتعود مرارا وتكرار لاستكشاف حكايات غير التي سمعناها. وحتي تكون تلك الخريطة تفاعلية تركنا لك مساحات بيضاء لتدوين كلمات أو رسم.
تلك الجولات محاولة لتشجيعك علي التمشية لاستكشاف المدينة وتدوين حكاياتك عن المكان.
الجولة الأولي
جولة تبحث عن حكايات الظاهر
#ElDaherCityWalk
تمشيهصممتها حكايات الناس .. من حكاياتهم ألتقطنا خيوط لتشكيل مسار رحلة طولها ٣ ساعات ونصف تقريبا.
"ألتقط الأستاذ سعيد نفس طويل وفرد زراعه من أقص اليمين إلي أقصي اليسار وشاور وكأنه يسترجع الكثير من الذكريات : المنطقة دي كلها أسمها ما بين الكنائس."وبدأ يحكي عن الفجالة "قليل قوي اللي باع مكتبته عشان يحولها محل أدوات صحية، مش كلنا ... الأكتر باع لمكتبات تانية. فلان وفلان باعوا لمكتبات أو حلاق بس مش الكل باع لأدوات صحية."
وعلي بعد خطوات بدأ عم فكري يسترجع ذكرياته مع السينما "هنا دخلت شمشون ودليلة لبيرت لانكستر و٢٠٠٠فرسخ تحت الماء وهناك دخلت أفلام فريد شوقي وأنور وجدي وفيروز."
حكايات كثيرة بتقفز بالمستمع من عصر لعصر بدون ترتيب أو تسلسل زمني وبشكل غير مكتمل .. تاركه لك مساحة لاستكمال الناقص أو إيجاد علاقة تناقض أو تشابه بين الأماكن.
تاريخ سكان الظاهر ... وليس التاريخ المكتوب عن الظاهر، تاريخ متحفي وليس تاريخ مدرسي، تاريخ يفسح الطريق للتجربة الشخصية لأثر المحيط علينا .. المحيط كما نراه ونسمعه ونشمه ونعيشه، ما اخترنا منه أن يعلق في الذاكره وما تجاهلناه من أحداث. هو الواقع كما يراه الساكن أو كما عايشه أو كتبه وتخيله، هو التاريخ الاجتماعي الشفاهي كما تناقلته الأجيال عن الظاهر .
تلك الحكايات جعلت الواقع نسبي وليس زمني .. فهي تقدم إدراك لأزمان مختلفة لنفس المكان الجغرافي، بل وأحيانا يتداخل الماضي مع الحاضر في نفس المكان، ليقدم تاريخ موازي لعمران المكان.
شارك في التنظيم والمعلومات التاريخية مركز الجوزويت الثقافي، عالية نصّار
المتحدثين من أهالي المنطقة أ. سعيد السحار، أ. فكري خليل ابراهيم، أ. ناجي وهيب، عم ميلاد.
٢١ مارس ٢٠١٥