في عشق المكان

في عشق المكان

نص وصورة أحمد الشعابيتعليقا علي جولة الظاهر

عشق السينما لا يقتصر على الاعجاب بممثل أو متابعة أفلام مخرج أو قراءة سيناريو بل يمتد عند البعض للإرتباط بالمكان والموقع

فتجد أحدهم يتابع فيلم ما لا لشيىء إلا لمشاهدة أماكن التصوير واستعادة ذكريات الماضي والحنين إلى شكل الحياة

واليوم صارت هناك مهمة يحملها البعض على عاتقه وهي توثيق الموثق والبحث تلك البنايات التي ظهرت في الأفلام وهيئة الشوارع ومعرفة إلى أين أنتهى بها الحال.

للأسف في بداية السينما المصرية قليلة هي الأفلام التي وثقت لشكل الشارع والحواري وهيئة المباني بمختلف طرزها

فقبل انهيار سينما الاستوديو لم تكن الكاميرا تتجاوز حدود المكان فكان الديكور نمطي والتصوير نمطي مستهلك يقتل الإحساس وروح الإبداع ثم تلتها مرحلة

الستينيات والثمانيات فخرجت الكاميرا إلى الشارع معلنتًا بداية مرحلة الواقعية الجديدة في السينما المصرية

يقول أ. أحمد شوقي في مقال له: كتب الناقد الراحل الكبير سامي السلاموني واصفا القاهرة وصفا لا ينسى بأنها مدينة تكره التصوير، وهي وصف صار حقيقة يدركها الجميع في عصرنا هذا، الذي صارت الجميع فيه يمتلكون كاميرات، لكنهم يعانون الأمرين من أجل التقاط ولو صورة فوتوغرافية في أحد شوارع عاصمة الألف مئذنة والألف ألف حلم. (1)

منذ أيام شاركت في جولة سير في شوارع المدينة نظمها عمرو أبو طويلة وشيماء عاشور وكم كنت محظوظ في هذا اليوم فبعيدًا عن الاستفادة والمعلومات المُحصلة والوقت الممتع الذي أمضاه الجميع متناسين الشعور بالتعب أو الإرهاق إلا أن التمشية صادفت هوى في نفسي حيث قادتني الصدفة للتعرف على أحد الشوارع الذي صور بين جنباته مجموعة من أهم أفلام السينما ألا وهو شارع المهراني ..

ففي 15 شارع المهراني تجد استوديو ناصبيان على أسم مؤسسه اليهودي -ثانى أقدم استديو سينمائى في مصر- والذى باعه بأبخس الأسعار بعد انقلاب يوليو مباشرة لهنري بركات وهاجر من مصر (2)

الاستوديو احتضن مجموعة أشهر أفلام السينما المصرية وما تبقى منه الأن تحول ليكون جمعية ثقافية تابعة لكنيسة الجزويت

ناصبيان مؤسس الاستوديو